اسم الموضوع هنا

هنا يوضع وصف للموضوع لشرحه للقارئ .....

اسم الموضوع هنا

هنا يوضع وصف للموضوع لشرحه للقارئ .....

اسم الموضوع هنا

هنا يوضع وصف للموضوع لشرحه للقارئ .....

اسم الموضوع هنا

هنا يوضع وصف للموضوع لشرحه للقارئ .....

اسم الموضوع هنا

هنا يوضع وصف للموضوع لشرحه للقارئ .....

mercredi 31 juillet 2013

صناعة الفراعين ردت إلينا

صناعة الفراعين ردت إلينا


نحن قوم إذا ما وقع أحد لأجل حظه العاثر تحت براثن سخطنا دسناه بالأقدام ورددناه أسفل سافلين ثم لا يجادلنا بعدها أحد عن الإنصاف واعتبار سابق حسنات أو حتى إنسانية وفطرة... أما إذا ما خيل علينا فرعون أن حباله وعصيه بالسحر حيات تسعى، وأجلب علينا بخيله ورجله هادرا بأعلى صوته ما علمت لكم من إله غيرى والشرر يتطاير من عينيه والجماجم متناثرة عند قدميه فلسوف نرفعه وقتها إلى أعلى عليين.

وما أدراك ما عليون فى عرفنا؟ هالة من القداسة تتواضع بجوارها هالات الأنبياء أنفسهم...أو لم يقل شاعرنا يوما: «قتلناك يا آخر الأنبياء»؟

أخطاؤه ــ إن كان ثمة أخطاء ــ هى محض تقصير وإهمال أو حتى تآمر وخيانة حاشيته وحوارييه أما هو فحاشاه أن يعتريه نقص أو أن تبدو منه هفوة ....يحكون أن السياسى الألمانى المعارض ــ قبل أن يختفى هذا الوصف بعد ذلك ـ شتراسر Strasser تجرأ يوما وألمح لـ«هتلر» خشيته من احتمال أن يكون مخطأ ، فكان رد هتلر الحاسم: «لا يمكن أن أكون مخطئا ، ما أفعله وأقوله تاريخى»....وهذا بالنسبة لنا منطقى جدا أو لم يقل شاعرنا يوما: «تعلمت البشرية درس التاريخ ووعته، فصار الأبطال فى غير أمتنا يعلمون قبل شعوبهم أنهم وإن كانوا حبات لؤلؤ فلقد خرجت من أعماق الوطن وأحشائه؛ ولإن كان سنا بريقها يذهب بالأبصار فلأنها فقط تنتظم عقدا يتلالأ فى جيد الوطن...لكن من يتحدث عن هؤلاء؟ دعنا نحن وشأننا من فضلك، فإنما خلقت أوطاننا وسماؤها وأرضها وأرواح أهلها فداء للزعيم الملهم المسدد الناطق بالحق أينما سار....أى زعيم أقصد؟ لا يهم ربما لم يأت بعد، لكن ثق أننا سنجده ولسوف نرجوه وقتها ونتوسل إليه أن يرق لحالنا ويجبر كسرنا ويقبل رغم امتعاضه أن يستعبدنا...نعم أو لم يقل يوما شاعرنا: «لماذا قبلت المجىء إلينا؟.. فمثلك كان كثيرا علينا»؟

ولسوف نتكفل نحن بنسج الأساطير عن عبقريته الممزوجة بتواضعه وعن بطولته المختلطة بإنسانيته...سنتيه على الدنيا فخرا بزعيمنا الذى تنهال عليه المؤامرات من كل حدب وصوب فما تزيده غير ثبات وتصميم وما تزيدنا نحن غير افتتان به وتصديق بألوهيته ، ولإن هزم أو أخفق فالعيب فينا نحن لأننا قطعا سبب الهزائم والبلاء... بالتأكيد أو لم يقل يوما شاعرنا: «قتلناك.. يا جبل الكبرياء..وآخر قنديل زيت.. يضىء لنا فى ليالى الشتاء وآخر سيف من القادسيهْ..قتلناك نحن بكلتا يدينا وقلنا المنيه»؟

نحن من سنتطوع قبل أن يطلب هو لنقول بصوت خفيض وجبهة منكسة أرنا ما ترى واهدنا سبيل الرشاد ، إذا أردت أن نرى الدماء ماء والأمل سرابا والظلم عدلا والقهر أمنا..فليكن ذلك كله وأضعاف أضعافه...لأن شاعرنا قد قال يوما: «نزلت علينا كتابا جميلا.. ولكننا لا نجيد القراءة....وسافرت فينا لأرض البراءهْ.. ولكننا.. ما قبلنا الرحيل».

معذرة هذه صناعتنا ردت إلينا...ولا ينبأك مثل خبير

jeudi 25 juillet 2013

ماذا فعلتم بمصر؟!

ماذا فعلتم بمصر؟!


في 20 مارس 1954 وقعت ستة انفجارات في أماكن حيوية بالقاهرة.. فمن الذي كان وراء هذه الانفجارات؟ الإجابة على هذا السؤال تأتي على لسان عبداللطيف البغدادي عضو مجلس قيادة ثورة يوليو في مذكراته، حيث يذكر «إن جمال عبدالناصر اعترف بأنه هو الذي قام بهذه الانفجارات، وذلك في اليوم التالي لوقوعها، واعترف بذلك للبغدادي وحسين ابراهيم وكمال حسين، وعزا السبب في قيامه بهذه الحوادث الى أنه كان يرغب في إثارة البلبلة في نفوس الناس ويجعلهم يشعرون بعدم الطمأنينة حتى يتذكروا الماضي أيام نسف السينمات ويشعرون أنهم في حاجة إلى من يحميهم».. لا تعليق. أيها العسكر.. هل هانت مصر عليكم الى هذا الحد لتقوموا بانقلاب عسكري في الوقت الذي كادت أن تنحسر فيه الانقلابات العسكرية في العالم حتى في جمهوريات الموز وأدغال أفريقيا.. هل هانت عليكم مصر التي ساندت ووقفت الى جوار حركات التحرر الوطني في افريقيا في الستينات حتى يعلق الاتحاد الإفريقي أنشطة مصر بالاتحاد عام 2013…؟ هل هانت عليكم مصر حتى تتساوى ببعض الدول الافريقية التي شهدت انقلابات في السنوات القليلة الماضية.. افريقيا الوسطى ومالي وغينيا وموريتانيا والنيجر ومدغشقر؟!
- اقتربت الذكرى الأولى لمذبحة رفح ومنذ وقوع المذبحة لم يتوقف إعلام العار عن ترديد اتهامات لحماس بالضلوع في تنفيذ هذه المذبحة، ونشر أسماء أعضاء حماس المتورطة فيها، واتهام د. مرسي بالتواطؤ وعدم نشر التحقيقات في هذه القضية التي تقف وراءها حماس لإعطاء مبرر للدكتور مرسي للتخلص من طنطاوي وعنان الى غير ذلك من دعاوى الإفك والبهتان.. والآن وبعد الانقلاب ما الذي يمنعهم من نشر التحقيقات ومعرفة الجناة ؟! أيها العسكر من الذي ارتكب مذبحة رفح ؟!
-وبالمناسية أيضا اكشفوا لنا عمن يقف وراء خطف ضباط الشرطة الثلاثة وأمين الشرطة في سيناء في فبراير 2011، والتي استغلت في الهجوم على د. مرسي مع أن عملية الاختطاف تمت قبل عام ونصف من توليه الرئاسة؟ وأيضا من الذي كان وراء خطف الجنود السبعة في سيناء؟ وأيضا انشروا التسجيلات المزعومة بين قيادات من الإخوان وقيادات حماس قبل وأثناء ثورة25 يناير!
– أين الأخوة والأخوات الذين تقمصوا دور البطولة والشجاعة، ووقفوا بكل قوة ضد ما يسمى بأخونة الاعلام، أين من خرج ليعلن استقالته على الهواء اعتراضا على الأخونة، وأين من قادت الاحتجاجات ضد أخونة الإعلام، أين هم جميعا مما يحدث الآن بعدما عادت مصر الى فترة الستينات حيث الإعلام الموجة، أين هؤلاء الآن بعد أن أصبح الشغل الشاغل للناس البحث عن القنوات التي تنقل فعاليات رابعة العدوية، والبحث عن ترددادت هذه القنوات وسط تعتيم إعلامي رهيب، سواء من إعلام الدولة أو الإعلام الخاص، لماذا ابتلعتم ألسنتكم جميعا ولم نسمع صرخة احتجاج واحدة أم أن مواقف الشجاعة الآن أصبح لها ثمن؟! أين نقيب الصحافيين وأين أعضاء مجلس الصحافيين الذي يهيمن عليه تيار اليسار مما يجري للإعلام من غلق للقنوات واعتقال لإعلاميين أعضاء في نقابة الصحافيين، وأين هم مما يجري من منع المقالات المعارضة للانقلاب.. لماذا خفت صوتهم ضد انتهاك الحريات العامة وهم الذين ملؤوا الدنيا صراخا وعويلا ضد د. مرسي بمناسبة ودون مناسبة؟!
لا تسمعوا لأدعياء الحكمة والعقلانية، ولا لمروجي تجنب الفتنة.. واعلموا أن تضحيات اليوم مهما بلغت لن تساوي شيئا يذكر أمام ما سنعانيه لسنوات إذا نجح مخطط الانقلاب، وأذكركم بما جاء فى «أصداء السيرة الذاتية» لنجيب محفوظ: «سألت الشيخ عبد ربه التائه، متى يصلح حال البلد؟ فأجاب: «عندما يؤمن أهلها بأن عاقبة الجبن أوخم من عاقبة السلامة»!

دماء المصريين ستكون لعنة على الظالمين

دماء المصريين ستكون لعنة على الظالمين




لم يكن انقلاب الثلاثين من يونيو على الخيار الديمقراطى وأهم إنجازات ثورة الخامس والعشرين من يناير فى مصر سوى انعكاس لترتيبات كثيرة تجرى فى المنطقة كلها، ولأن مصر هى قلب العالم العربى بل وقلب العالم فإن أى ترتيبات فى المنطقة لا يمكن أن تتجاوزها، وأعتقد أن الغرب الذى انكشفت سوءاته تماما فى تأييده للانقلاب العسكرى على خيار الشعب المصرى لم يكن ليرضى أن تسير مصر فى المسيرة الديمقراطية لقناعته أن ذلك يضر بالمصالح الغربية والمخططات التى تجرى لباقى دول المنطقة.

وإذا عدنا قليلا للوراء ونظرنا إلى بعض الأحداث حولنا فإننا لا نستطيع أن نفصل بين ما حدث فى الثلاثين من يونيو عما كان يجرى، فعلى سبيل المثال منذ ستة أشهر ووزير الخارجية الأمريكى يذهب ويأتى من أجل القضية الفلسطينية وظاهر ما كان يجرى أنه لا توجد نتائج لهذه الزيارات، لكن بعد إسقاط الخيار الديمقراطى فى مصر وانقلاب العسكر اتضح أن هناك عملية تصفية كبيرة للقضية الفلسطينية لم تكن لتجرى فى ظل الخيار الديمقراطى للشعب المصرى، ويكفى أن أهم ما يجرى الآن هو الإقرار بيهودية الدولة الإسرائيلية مما يعنى طرد الفلسطينيين منها إلى الأبد والإقرار الدولى بدولة صهيونية عرقية يهودية فى قلب العالم العربى والإسلامى تحظى بحماية الغرب ودعمه وتقضى على الهوية الإسلامية لفلسطين بما فيها المسجد الأقصى وتفرض على دول المنطقة حمايتها.

الأمر الثانى أن ما يجرى فى سوريا من عملية تدمير منظم وسعى لتقسيمها إلى عدة دويلات أو التخلص من بشار الأسد والمجىء ببشار آخر يخدم المصالح الغربية ويساهم فى حماية أمن الدولة اليهودية ويدخل فى إطار ما يسمى بمنظومة الاعتدال العربى التى كانت مصر خارج سياقها فى ظل الشرعية الشعبية الثورية حتى وإن كانت شكلية التى كانت قائمة فيها لأن الدولة العميقة فى مصر كانت تحكم بكل قوتها فيما كان الرئيس مرسى كما كتبت من قبل لا يتحكم فى أى من مفاصل الحكم.

الأمر الثالث هو إدراك إسرائيل والغرب أن تركيا التى استطاعت خلال عشر سنوات من حكم العدالة والتنمية أن تصبح واحدة من أهم الدول العشرين اقتصاديا فى العالم يمكن أن تكون القاطرة التى ترفع مصر إلى مصاف الدول المتقدمة بما تملكه مصر من موقع استراتيجى ومقومات للنهوض لذلك سعوا لضرب أردوغان وإثارة القلاقل العرقية ضده لإشغاله داخليا وفى هذه الأثناء قام العسكر فى مصر بانقلابهم ولذلك بقى أردوغان الوحيد من قادة المنطقة الذى يقف بقوة ضد الانقلاب والانقلابيين لأنه أدرك أن هذه الانقلاب موجه ضده بالدرجة الأولى وضد طموحه بتشكيل محور اقتصادى سياسى فى المنطقة يكسر الهيمنة الغربية عليها، ويجعل شعوبها تستعيد سيادتها وقرارها وتحدد مصيرها، وهو الوحيد الذى يتحدث بوعى عما يجرى بأنه فى النهاية مصادرة لحق الشعب المصرى فى اختيار من يحكمه.

ولم تكن المغرب بعيدة فحكم العدالة والتنمية فى المغرب يواجه من حلفائه فى الحكم عمليات ابتزاز منذ عدة أشهر انتهت بعد انقلاب 30 يونيو بخروج خمسة وزراء من الحكومة بغرض إفشال أول تجربة لحكم الإسلاميين فى المغرب ليتضح أن ما يجرى فى مصر ليس سوى لعبة شاملة لدول المنطقة وللربيع العربى وإعادة الدول التى قامت فيها ثورات إلى حضن الغرب ومخططاته، لكن الشعوب العربية التى قررت للمرة الأولى منذ 1400 عام أن تختار من يحكمها ولن تتراجع عن خيارها وأن الدماء الذكية للمصريين التى تسيل فى سبيل الحرية والاستقلال الحقيقى للعرب جميعا ستكون لعنة على الظالمين.

mercredi 17 juillet 2013

الدور الأمريكي في الانقلاب العسكري في مصر

الدور الأمريكي في الانقلاب العسكري





قامت ثورة 25 يناير 2011 على غير ما تريده الولايات المتحدة، فقد ثارت على نظام تابع ذليل لسياسة الغرب ورئيس يمثل كنزا استراتيجيا لإسرائيل, لذلك لم تعترف امريكا بالثورة إلا عندما ايقنت أن عميلها الرئيس المخلوع لا مناص من رحيله .

حاولت امريكا إجهاض الثورة فأنفقت 105 مليون دولار خلال عدة شهور على منظمات مصرية وأجنبية لإحداث فوضى في مصر بغرض اسقاط الثورة، وقد اعترفت السفيرة (آن باترسون) في الكونجرس الأمريكي بانفاق هذه الأموال، وشهدت الوزيرة المصرية فايزة أبو النجا بأن هذه الأموال كان الهدف من انفاقها إجهاض الثورة في بدايتها، وقد افتضحت هذه الخطة فيما عرف باسم قضية التمويل الأجنبي والتي تم - للأسف – تهريب جميع المتهمين الأجانب فيها، وصدرت ضدهم أحكام غيابية من محكمة الجنايات المصرية .

بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي رئيسا مدنيا لمصر بدأت سياسة امريكا في محاولة الاحتواء للاحتفاظ بمصالحها في مصر والحفاظ على استمرار تبعيتها للسياسة الامريكية , وحرصت على استمرار مصر حليفة ضمن ما سمي بمحور الاعتدال.

كما حرصت على استمرار مصر دولة ضعيفة محتاجة لأمريكا في الغذاء والدواء والسلاح, وضغطت على صندوق النقد الدولي لتعويق القرض المقرر لمصر, وحرصت على بقاء مصر ضعيفة إزاء إسرائيل وحامية لها من أي تغيير في السياسة العربية تجاهها .

وكانت أمريكا غير راضية عن قيام نظام يتبنى المشروع الاسلامي الحضاري للدولة على حساب النموذج العلماني الغربي .



وجدت أمريكا رفضا من النظام الجديد وعلى رأسه الدكتور محمد مرسي لتحقيق هذه المصالح، فقد رفض أن يكون حليفا لأمريكا وإنما حرص على أن تكون مصر دولة حرة مستقلة ذات سيادة وإرادة، كما أكد مرارا على رغبته في أن تنتج مصر غذاءها ودواءها وسلاحها، وجعل العلاقة باسرائيل في حدها الأدنى، وقوى علاقته بالفلسطينيين وسعى في تحقيق المصالحة بينهم، ووسع علاقته بكثير من دول العالم؛ روسيا والصين في الشرق وجنوب افريقيا والبرازيل ودول افريقيا حتى لا تظل العلاقة محصورة مع أمريكا وتابعتها اسرائيل مثلما كان عليه الحال في ظل النظام البائد .

كما سعى لإحلال المشروع الاسلامي محل المشروع العلماني الغربي، وهنا بدأ استغلال الأحزاب العلمانية في محاولة الافشال، وبدأت المظاهرات المخربة والعنيفة التي استخدمت الأموال الخارجية والبلطجية والمجرمين، للتأثير على الأمن والاقتصاد .

وبدأ الحصار الاقتصادي وافتعال المشكلات حول الضرورات الحياتية من الوقود والكهرباء وغيرها، لتأليب الجماهير ضد النظام .

وفي هذه الظروف بدأت السفيرة الأمريكية ووزير الخارجية الأمريكي وبعض القادة الأوربيين في مطالبة الرئيس محمد مرسي بتعيين الدكتور محمد البرادعي الذي جاء من الغرب لأداء دور معين، حتى يسير بالسياسة المصرية في الطريق المرسوم أمريكياً، إلا أن الرئيس رفض هذه الإملاءات.

هذا في الوقت الذي رفضت فيه الأحزاب والقوى المعارضة كل دعوات الرئيس للحوار والمصالحة الوطنية، وأصرت على إفشال النظام .

ظهرت دعوات من هؤلاء المعارضين الذين يدعون الديموقراطية وتأييد الدولة المدنية لتدخل الجيش بانقلاب عسكري لإسقاط النظام، وسعى البرادعي وسعد الدين إبراهيم, وعلاقتهما مع الإدارة الأمريكية مفضوحة, إلي إقناع القوى المعارضة الأخرى بقبول الانقلاب العسكري، وأكد سعد الدين إبراهيم مراراً بأن أمريكا تراهن على انقلاب الجيش المصري.

ودعوا إلي مظاهرات في 30 - 6 مستغلين تذمر الناس من سوء الأحوال المعيشية، وسبقوها بأعمال إرهابية وصلت لحد القتل في المساجد بعد حصارها وتخريب مقرات الإخوان وحزب الحرية والعدالة وحرقها .

وهنا اتصل أوباما بالرئيس محمد مرسي أكثر من مرة لممارسة ضغوط والإشارة إلي إمكانية استمرار الحصار الاقتصادي، وفي ذات الوقت التلويح بالتدخل لدى دول الخليج لإيقاف أموالها التي تستخدم في التخريب داخل مصر إن استجاب الرئيس مرسي لما يريده أوباما، وكان رد الرئيس رفض الاستجابة لهذه الإملاءات والتمسك بالشرعية الدستورية والمسار الديمقراطي للثورة .

وفي النهاية أعطوا الضوء الأخضر للعسكريين الانقلابيين للقيام بانقلابهم وعزل وخطف وإخفاء أول رئيس مدني منتخب انتخاباً حراً وتعطيل الدستور وحل مجلس الشورى .

ورغم أن هذه الأعمال تتناقض تناقضاً جذرياً مع كل المبادىء الديمقراطية وحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها إلا أن الموقف الأمريكي ظل مائعاً يدعى أنه لا يعلم إن كان ما حدث انقلاباً عسكرياً أم لا ؟

لقد أعلن العسكريون الانقلابيون في بيان أعلنه وزيرهم أن القوات المسلحة ستتدخل وتضع خارطة للمستقبل وتشرف على تنفيذها، ومعنى هذا أنها ستطيح بالشرعية الدستورية والإرادة الشعبية التي انتخبت الرئيس ووافقت علي الدستور وانتخبت مجلس الشورى من قبل، فهل هذه قضية يختلف عليها اثنان؟ ويتحيران حول وصف ما حدث ؟

إنه النفاق الأمريكي والغدر والتلون والتدخل العنيف في شئون مصر بعد فشل التدخل الناعم، فالانقلاب إذًا انقلاب أمريكي في الأساس ولولا موافقتها عليه ما جرأ الانقلابيون على القيام به .

إن أمريكا بذلك تكرر جرائمها في بلادنا مثلما كررتها في دول أخرى ولن تجني من وراء ذلك إلا مقتنا وكراهيتنا ولعناتنا ليس في مصر فحسب ولكن في كل الدول العربية والإسلامية ودول العالم الثالث وأحرار العالم أجمعين .

والشعب المصري لن يستسلم لهذا الانقلاب الغادر وسوف يستعيد حريته وكرامته وعزته ويتخلص من الانقلابيين وحينئذ سوف تكون علاقة الشعب المصري مع كل من حرضوا وأيدوا وتستروا على الانقلاب العسكري على المحك، فالشعوب لا تغفر للغادرين ولا تتسامح مع من يجور على حريتها وكرامتها.

ونحن نثق في الله تعالى أنه ناصر هذا الشعب المؤمن، ونأمل في وجود عقلاء في أمريكا قد يعيدون سياستها إلي الصواب والعدل .

dimanche 7 juillet 2013

المؤسسة العسكرية العربية والديمقراطية



المؤسسة العسكرية العربية والديمقراطية:
(زواج متعة.......................وطلاق قبل البناء)

ماحدث بمصر من صدام بين ارادة الاغلبية الشعبية وقرارات المؤسسة العسكرية التي الغت بجرة قلم كل مقررته هذه الاغلبية ، يعد امرا طبيعيا طالما انه حدث في يلد عربي ، لان الانظمة العربية من المحيط الى الخليج انظمة عسكرية مستبدة وضعت ماكياج الديمقراطية والنفتاح على وجهها القبيح ، كسلاح من اسلحة المقاومة من اجل اليقاء.
المؤسسة العسكرية العربية، ليست على استعداد ابدا ان تقبل بالديمقراطية كنموذج للحكم لان ذلك يتنافى مع احكام الاستبداد لبذي هو ثابت من ثوابت الانظمة العربية العسكرية، ولذلك فان هذه المؤسسة تعاملت مع كل المعطيات الطارئة وحافظت على مكانتها كحاكم فعلي رغم كل الاعصير والثورات والنقلبات العنيفة التي ضربت العديد من الانظمة العربية.
هل يمكن لعاقل ان يتكلم عن حكم عربي ديمقراطي ، والانظمة العربية مقسمة بين حكم العسكر وحكم الملوك والامراء الخالدين فوق عروشهم ، وكانهم خلقوا من غير ما خلق منه سائر اليشر؟
وهل يمكن الحديث عن الديمقراطية ، والماوطن العربي ، يكاد يجبر على عبادة الحاكم العربي كاله وكصنم ، ومن سولت نفسه المساس بهذه الذات كان من الضالين الغارقين في سجون مظلمة لا يعلمها الا الله؟
ان الديمقراطية الحقة ، تتنافى وكل قيم الظلم والتسلط والجبروت والحكم المطلق ، وكلها صفات راسخة متجذرة في انظمة الحكم العربية ، ولذلك فان المؤسسة العسكرية العربية ، وهي الحاكم الفعلي في الوطن العربي ، لا تؤمن بالديمقراطية الا في حدود الاطر المتعارف عليها في زواج المتعة، غير انها تسيء حتى لهذا الزواج وذلك بتطليق هذه الديمقراطية قبل البناء ـ خشية ان تكون هناك سلالة من نسل قد تغير المعطيات الخالدة التي برمجت عليها هذه المؤسسة، فيكون الخطر المحدق بها.
ففي الدول العريقة في الديمقراطية والحرية السياسية، يختار الشعب الحاكم ليختار هو بنفسه من يصلح ان يكون على راس المؤسسة العسكرية ، اما في الانظمة العربية، فالمؤسسة العسكرية هي من تختار الحاكم ، ثم تختار له من يتصرف فيه ويسيره ، اما الشعب فمجرد خضار فوق طعام الديمقراطية العربية العسكرية.

samedi 6 juillet 2013

إنقلاب عسكري بمصر 2013

إنقلاب عسكري بمصر 2013


سقور العسكر ييبحرون بها نحو المجهول:
(مصر بين: شرعية مرسي......وانقلاب السيسي)

ماحدث في مصر من تعدي صارخ على قواعد الديمقراطية والدوس على الشرعية الشعبية والدستورية لرئيس منتخب ، يؤكد بان المؤسسة العسكرية المصرية ليست على استعداد للتعامل مع الواقع الجديد الذي افرزته الثورة على نظام مبارك ، وما تلى ذلك من انتخابات افرزت رئيسا منتخبا لاول مرة في مصر بعيدا عن تخطيط الاجهزة الامنية والدوائر الضيقة للبورجوازية.
الانقلاب الناعم الذي قاده الجيش المصري ضد الرئيس مرسي لايمكن تسميته الا انقلابا ولايجوز ابدا ان نبحث عن العبارات المنافقة للتهرب من المسؤلية التاريخية التي تقع على عاتق الكثير من ابناء وعلماء الامة الاسلامية ، وعلى راسهم المؤسسة الدينية المصرية ممثلة في رئيس الازهر الشريف الذي افتى بارتكاب اخف الضررين للاطاحة برئيس منتخب شعبيا وديمقراطيا ، وياله من فقه عظيم هذا الذي يصدر عن رئيس جامع الازهر الشريف.
ان الفتنة في مصر صارت تسير عارية في الشوارع ، ومن ايقضوها واشعلوا نارها يتحملون مسؤولية ما سيقع لا قدر الله لمصر وشعبها ،وان المشكلة تتمثل اساسا في انقلااب عسكري على رئيس شرعي بغض النظر عن الحزب الذي ينتمي اليه ، لان الدينقراطية تقتضي ان يصير المنتخب بالاغلبية رئيسا للجميع.
وانا اتابع ما يجري بمصر ، هالني ان يكون اول المهنئين للسلطة الانقلابية ، ملك السعودية ثم تلاه حكام بلدان كلهم يؤمنون بخلودهم في الحكم كملك الاردن وامير قطر الجديد وامير الكويت ، وبشار الاسد الذي سفك انهارا من الدماء ولم يتوقف.
وعندما تاتي التهنئة من انظمة غير شرعية ، للنظام الجديد في مصر، فهذا الدليل على انه غير شرعي لان الطيور على اشكالها تقع.
وعندما نجد التيار السلفي بمصر يقف الى جانب اللاشرعية ويدعمها من اجل اسقاط الشرعية ، فانه حري بنا ان نتساءل عن مصادر الفقه السلفي، واين هي قاعدتهم الذهبية القائلة بعدم جواز الخروج على الحاكم؟ ام انهم يقولون ما لا يفعلون؟
ان ما يحدث في مصر اليوم ، يشبه الى حد بعيد ما حدث في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي ، والذي ما زلنا نداوي جراحه الى اليوم ، فلماذا تقاد مصر الى مصير مظلم كهذا؟
دعواتنا ، ان تخمد نار الفتنة وهي في اولها ، وان يبتر راس الافعى في اول اطلالتها، وان تتجاوز مصر هذه المحنة في اقرب وقت آمين.

mercredi 3 juillet 2013

من حديث التاريخ عن الثورات

من حديث التاريخ عن الثورات


يحدثنا التاريخ عن ثورات تآكلت من داخلها ، وعن ثورات التهمتها الثورة المضادة بعد أن غفل أبناؤها عن واجباتهم .المشهد المصري غني بهاتين الحقيقتين اللتين تحدث عنهما التاريخ ، فبعض رفقاء وصانعيثورة (25 يناير المجيدة)اختلطوا مع الثورة المضادة ومعهم حملة عرش النظام المنحل الذي قاده مبارك لمدة (30 عاما). وهاهم يعيشون في الميادين وبينهم صور المخلوع ، وبينهم متحدثون باسم النظام المنحل ،وهو مشهد يثير تساؤلا مهماً يقول لماذا ثرتم إذاً في (25 يناير)؟! ولماذا تحالفتم مع من ناديتم بسقوطه الآن ؟!.

الأحاديث التي تقدم كمبررات لهذه الحسابات الخاطئة تقوم على شيطنة الإخوان ،وعلى اتهام محمد مرسي بالطيبة والفشل معا ، واتهام هشام قنديل بالعجز ، بينما الأمر ليس كذلك ، ولا يتعدى نوعا من الصراع على السلطة ، وحسدا وكراهية لمرسي وللإخوان ،ورفضا لحكم التيار الإسلامي ،حتى ولو كان في الرفض هدم للديمقراطية. هذا ما يعنيه أو بعض ما يعنيه التاريخ من تآكل الثورة من داخلها ، حيث سمح هذا التآكل بإضعاف قيادة الثورة من ناحية ، وفتح طريقا واسعا للثورة المضادة لكي تتسلق المشهد وتعبر عن نفسها بلغة الثوار لإعادة إنتاج الماضي .

إنه كما ويحدثنا المشهد المصري عن تآكل داخلي للثورة ،يحدثنا أيضا عن ثورة مضادة استنمرت وكشرت عن أنيابها وحسبت أن الفرصة سانحة أمامها لالتهام الثورة المجيدة تحت زعم إسقاط حكم الإخوان ، والحقيقة ليست كذلك ،لأن ما يطلبه قادة الثورة المضادة هو الثورة المجيدة التي أزاحتهم من كرسي القيادة .

الثورة المضادة توجه أقوى أسهمها القاتلة الآن لمحمد مرسي وللإخوان ،ولكن السهم المخبأ في الكنانة الاحتياطية سيكون لجبهة الإنقاذ وللأحزاب الليبرالية واليسارية ،لأن الثورة المضادة تسعى لاستعادة الاستبداد ولن تسمح بالحريات التي سمح بها محمد مرسي ووثقها الدستور الجديد .

هاتان الحقيقتان اللتان تبرزان في المشهد المصري الآن تواجههما حقيقة ثالثة وقوية وكبيرة هي (تحالف الثورة المجيدة الذي يضم التيارات الإسلامية والوطنية الواعية ،إضافة إلى المستقلين)، الذين يؤمنون بالديمقراطية والحرية ويرفضون الاستبداد ولديهم استعداد للتضحية لهزيمة الثورة المضادة .

هل تستحق الشعوب العربية الحرية

هل تستحق الشعوب العربية الحرية



يضرب لنا القرآن مثلًا بني إسرائيل الذين كانوا يرزحون تحت عبودية فرعون ويستعجلون الخلاص منه، فلما أغرق الله فرعون ونجاهم من اليم فوجدوا أنفسهم أحرارًا؛ ما كان منهم إلا أن طلبوا من موسىعبوديةً جديدةً: "اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة".

إن الدرس المستفاد من هذه القصة هو أن طول العهد بالعبودية يخلق إلفًا وحنينًا إليها؛ فمن يستمرئ الذل لا يستطيع أن يعانق شمس الحرية، وإن نزعت الأغلال عن عنقه بادر بنفسه باحثًا عن أغلال جديدة "إنا جعلنا في أعناقهم أغلالًا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون"، إذ ليس بمقدوره أن يعيش حرًّا كريمًا يملك قراره بنفسه.

أستحضر هذا المثل القرآني الذي ينفذ عميقًا إلى مكنونات النفس البشرية في ضوء الواقع العربي المؤلم عمومًا، وواقع مصر خصوصًا، إذ كيف لشعب منّ الله عليه بنعمة الحرية بثمن زهيد جدًّا لا يكاد يذكر، إذا ما قورن بالثمن الذي لا يزال يدفعه الشعب السوري في سبيل الحرية؛أن تجد فيه من يظهر حنينًا إلى عهود الاستعباد المظلمة، ومن يؤثر دكتاتورية العسكر على ديمقراطية تأتي بخصم سياسي، إن حكم فلن يحكم أكثر من أربع سنوات، ثم يذهب بعدها من خلال صندوق الاقتراع؟!

إنه واقع مؤلم ومثير للسخرية "أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير"، كيف لسجين يطلق سراحه أن يعود من تلقاء نفسه إلى قفصه؟!،هل أدركت الشعوب العربية حقًّا قيمة الحرية والكرامة وقداستها؟!، لو أنها أدركت فعلًا قيمة الحرية لما قبلت أن يساوم على هذه القيمة تحت أي اعتبار سياسي.

إن قيمة الحرية لمن لامست شغاف قلبه وتذوق حلاوتها لا تقبل المساومة بأي ثمن، فلا المال ولا الرفاهية الاقتصادية ولا الأمن ولا الاستقرار يبرر التخلي عن الحرية، فالتطلع إلى الحرية أكثر مظاهر الإنسانية التصاقًا بالإنسانية، كما قال إريك هوفر، أما مالكوم إكس فيقول:"لا يمكنك فصل السلام عن الحرية؛ لأنه لا يمكن لأحد أن يكون مسالمًا ما لم يكن حرًّا".

إن تخيير الإنسان بين الحرية والاستقرار أو بين الحرية والرفاهية الاقتصادية يبدو تمامًا كالمقارنة بين الحياة وهذه الأشياء، فالحياة لا يعادلها شيء في الوجود،وكذلك الحرية؛ لأنها هي جوهر الحياة ولا معنى للحياة دونها.

إن حياةً دون حرية يعني أن تعيش عبدًا ذليلًا لا تملك رأيًا ولا قرارًا، يوجهك السادة والكبراء كيفما يشاءون، إنها تعني حياة الأنعام "يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام".

سألني صديقي: "ألا تشعرك أحداث الفوضى في مصر بالندم على عهد مبارك؟!"، قلت له: "لا، ولو لحظة واحدة"، قال لي: "ولكن كان هناك استقرار في عهد مبارك، وشعوبنا لا يصلح معها إلا رجل كالحجاج"، قلت له: "إن قصارى ما يمكن أن أتفق معك فيه هو أن الواقع الحالي سيئ، لكن سوء هذا الواقع لا يبرر أبدًا الاستبداد، ولو مكثت بلاد العرب في فوضى عارمة مائة عام مقبلة؛ لما أعطى ذلك شرعيةً لاستعباد الناس ومصادرة حريتهم، إن ما نشهده من فوضى في بلاد الثورات هو نتيجة من نتائج عهود الاستبداد الطويلة، ولا معنى لاستقرار في ظل نظام استبدادي؛ لأنه استقرار خادع يخفي وراء السطح الظلم والفساد والكبت والقهر، أما واقع اليوم _وإن لم يكن هو الواقع المفضل بالتأكيد_ فإن ميزته تكمن في أنه يظهر كل أمراضنا التي جاهدنا على إخفائها وإنكارها، يظهرها على السطح، وهو ما يعطينا فرصةً تاريخيةً لمواجهتها والبحث عن حلول لها".
إن الحرية قيمة أساسية، ومن ذاق طعم الحرية فلن يقبل عنها كل متع الأرض بديلًا.

mardi 2 juillet 2013

مكاسب إسرائيل من وراء ما يجرى فى مصر

مكاسب إسرائيل من وراء ما يجرى فى مصر




تشعر إسرائيل بحالة من الرضا والاستقرار تجاه الأوضاع فى مصر منذ قيام الثورة المصرية فى 25 يناير 2011 كما تشعر الآن، فالصراع السياسى الحاد بين النظام الحاكم والمعارضة والحالة الضبابية التى تلف الحالة المصرية تجعل إسرائيل تشعر بارتياح شديد بعدما شكلت الثورة المصرية منذ قيامها حالة من الاضطراب والخوف داخل صفوف الأجهزة السياسية والأمنية الإسرائيلية لاسيما بعدما جاءت صناديق الاقتراع فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى وحتى رئاسة الجمهورية بالأعداء التاريخيين لإسرائيل فى مصر والدول المجاورة لها وهم الإخوان المسلمون.

فالإسرائيليون لم ولن ينسوا دور الإخوان المسلمين فى حرب فلسطين عام 1948 وأنهم كانوا العدو الحقيقى للعصابات الإسرائيلية فى تلك الحرب وأن الخسائر الحقيقية للإسرائيليين كانت على أيدى الإخوان المسلمين، ولم ولن ينسى الإسرائيليون أن العدو الرئيسى الذى يواجههم فى فلسطين الآن هو حركة المقاومة الإسلامية حماس التى هى امتداد فكرى وسياسى وتنظيمى لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر.

ومعنى أن يكون فى مصر نظام داعم لحماس التى تدير قطاع غزة أن إسرائيل فى ورطة حقيقية من الناحية الاستراتيجية والعسكرية والديمغرافية، وأن كيانها مهدد بحق حتى وإن أعلن النظام فى مصر التزامه بكامب ديفيد وإن دخلت حماس معها فى هدنة، وبالتالى فإن ما يجرى فى مصر لا يمكن أن نقول إن أيدى إسرائيل بعيدة عنه على الإطلاق وإنها المستفيد الأكبر من ورائه، فإسرائيل حتى وهى فى ظل معاهدة السلام مع نظام السادات ومبارك كانت تمارس التخريب فى مصر بكل الوسائل، بدءا من التجسس ونشر الشائعات والمخدرات والدولارات المزيفة والأمراض وعلى رأسها مرض الايدز الذى تحتل إسرائيل المكانة الأولى فى انتشاره عالميا.

كما أن إسرائيل حرصت على امتصاص خيرات مصر وعلى رأسها الغاز الذى تعانى مصر بسبب ندرته الآن فيما تتمتع إسرائيل بخيرات مصر من الغاز رغم اكتشافها آبارا فى البحر المتوسط تكفيها حسب تصريحات رئيس حكومتها خمسة وعشرين عاما، إلا أن الغاز المصرى يصدر لإسرائيل بثمن بخس بينما تشترى مصر الغاز بمبالغ طائلة حتى تدير محطات الكهرباء بها.

إسرائيل تشعر الآن بارتياح شديد من خلال الصراع السياسى القائم بين النظام ومؤيديه والمعارضة التى تهدد بتظاهرات تجبر الرئيس على التنحى فى 30 يونيو المقبل، وتطالب بإقحام الجيش المصرى فى الصراع وهو الجيش الذى يهدد إسرائيل فى ظل إعادة بنائه مرة أخرى والمناورات التى يجريها فى كل المجالات والتى كانت قد توقفت لفترة طويلة.

فها هى الثورة المصرية التى شلت كل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المصرية عن التفكير لعدة أشهر دخلت مرحلة الصراع الذى يمكن أن يوفر على إسرائيل جهودا كبيرة فى مواجهة مصر العدو التاريخى واللدود والمدافع الأول عن حق العرب، ومصر حسب كتابات وتوقعات الخبراء الإسرائيليين تواجه مشكلات اقتصادية وسياسية كبيرة قد تقودها إلى الإفلاس أو إلى صراع دموى داخلى علاوة على معاناتها فى ملفات خارجية معقدة كثيرة مثل ملف مياه النيل الذى تلعب إسرائيل دورا كبيرا فى إدارته من وراء الكواليس منذ سنوات طويلة، إن ما تقوم به المعارضة المصرية منذ شهر أغسطس الماضى قد صب فى تحقيق مكاسب هائلة لإسرائيل لم تكن تحلم بها وحلمها الأكبر تنتظر تحقيقه فى 30 يونيو المقبل،

تدمير الثورة المصرية 2013

تدمير الثورة المصرية 2013


الثورة المصرية التى أبهرت العالم كله بسلميتها وحسن تنظيمها واشتراك جميع فئات الشعب المصرى فيها من الخامس والعشرين من يناير وحتى سقوط الطاغية مبارك فى الحادى عشر من فبراير 2011 يتم تدميرها الآن بأيدى نفس الشعب الذى قام بها، وبتخطيط واضح من العناصر التى قامت الثورة عليها، فنجوم الفضائيات الذين كادوا يرقصون طربا يوم الأحد الماضى وهم يتابعون أخبار التظاهرات فى القاهرة وباقى المحافظات هم أنفسهم إعلاميو مبارك ورجاله ونجوم فضائيات النظام السابق الذين شعروا أن نفخهم فى نيران الفتنة طيلة عام كامل قد أتى أكله الآن وأن الشعب الذى بقى عاما كاملا يوجه من نجوم الفضائيات بأموال رجال النظام السابق ودعم خارجى دخلت فيه أطراف كثيرة قد تحرك ليدمر الثورة العظيمة التى قام بها والتى قرر من خلالها أن يسترد سيادته على أرضه وقراره، وكان أكبر ما حققه الشعب المصرى من إنجازات هو الانحياز لصندوق الانتخابات والقبول بنتائج اللعبة الديمقراطية أيا كانت، وبالفعل وقف المصريون ملايين فى طوابير الاستفتاء على الدستور واختاروا دستورهم،


ووقفوا ملايين فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى وانتخابات رئاسة الجمهورية وكانوا مثالا مبهرا للشعب المتحضر الواعى وكأنه يمارس الديمقراطية والخلاف السياسى والانتخابات الحرة النزيهة منذ مئات السنين، وبدأ الشعب بالفعل الخطوات الأولى لترسيخ المرحلة الانتقالية من الاستبداد والفساد إلى الديمقراطية والشفافية، لكن الصناديق التى جاءت بأعداء النظام السابق وأركان الدولة العميقة والتنظيم السرى الطليعى وأصحاب المصالح الضيقة والفاسدين الموجودين فى منظومة الدولة وخارجها جعلتهم جيمعا يتحدون ضد نتيجة الصندوق ويلجأوان إلى وسائل وأساليب لم تعرفها الشعوب التى عرفت الصندوق الانتخابى، وأن يستخدموا كل أدوات التأثير على الشعب وصناعة الأكاذيب وتوجيه الرأى العام لكراهية النظام وقد ساعدهم على ذلك أداء ضعيف عاجز وبطىء من مؤسسة الرئاسة والحكومة وعناد فى غير محله وتمسك بشخصيات هزيلة واستبعاد لشخصيات عامة كان يجب أن تكون جزءا من مشهد المرحلة الانتقالية فالسياسة لا تعرف العناد ولكن تعرف المحاورة والمداورة والمناورة، وكان من الواضح أن أجهزة الدولة كما ذكرت فى مقال أمس لاسيما الأجهزة الأمنية لم تتمكن منها مؤسسة الرئاسة مما جعل هذه الأجهزة لا تمنح ولاءها أو دقة معلوماتها لمن يحكم مما جعله يتخبط فى قراراته وقد بدأ تخبطه فى قراراته بعد إقالته للمشير طنطاوى والفريق سامى عنان مباشرة حيث لم يصدر بعدها قرار للرئيس أجمع عليه الشعب بل بدأت بعدها مباشرة التظاهرات والاضرابات ومحاصرة القصر الرئاسى والهجوم الاعلامى المنظم مع تخبط الرئيس فى كثير من قراراته وكانت كبوة التراجع فى قرار النائب العام بداية للتراجع والضعف فى الأداء، مما جعل الشعب ينحاز للمؤثرات الاعلامية وينساق وراء الدعوات للخروج على النظام رغم الانجازات التى تمت على صعيد رغيف الخبز وأنبوبة البوتجاز وأمور أخرى كثيرة، غير أن بقاء منظومة الدولة العميقة فى كل أركان الدولة تعمل بكل طاقتها وعدم ولائهم لخيار الصندوق كل هذا ساعد فى صناعة المشهد الذى رأيناه يوم الأحد الماضى والذى لم يكن سوى ذروة تدمير الثورة المصرية بأيدى الشعب الذى صنعها ودخول مصر إلى المجهول.

تدمير الثورة المصرية 2013