jeudi 10 juillet 2014

عذرا غزة.. من ينصرونك في السجون الآن



عذرا غزة.. من ينصرونك في السجون الآن




بقلم: محمود ابراهيم صديق

يحدث الآن ما أراده العدو الصهيوني من انقلاب الثالث من يوليو. إنها حقيقة فهمها الصهاينة مبكرا. عندما عملوا على إسقاط نظام الرئيس مرسي الذي أصابهم بمفاجأة غير متوقعة ومجموعة من الضربات الجانبية والمباشرة في توقيت عدوانهم على غزة.

اللحظة الراهنة هي اللحظة التي تختبر فيها إسرائيل الكنز الاستراتيجي الجديد ونتاج خطتها، وتختبر فيها مدى قيادتها للأنظمة المجاورة لها بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب. اللحظة التي تختبر فيها إسرائيل مدى قوة اتصالاتها وقوة روابطها بالنظام الحالي.

حتى لا ينسى من يصمت الآن أن الرئيس مرسي في ذات التوقيت جعل من مصر غرفة عمليات للتصدي للعدوان الصهيوني، وكانت مصر حلقة الوصل بين كل الجهود وقوة المقاومة السياسية في المنطقة، حيث حضر له رئيس الوزراء التركي وأمير قطر السابق ورئيس المكتب السياسي لحماس. يومها ألقى الرئيس مرسي بكل كروته دفعة واحدة وبتوالٍ عجيب في وجه العدو الصهيوني ليستنفد كل الخيارات السياسية ويضع العدوان الصهيوني مباشرة أمام غضبة الشعوب، وهو حتما ما فهمته الدوائر السياسية في إسرائيل. فقد قام بسحب السفير المصري وفتح المعابر وقام بتوجيه رئيس الوزراء المصري لزيارة القطاع تحت القصف، وفتح الإمدادات والمعونات في خطوة غير مسبوقة ليضيق الخناق السياسي على الطرف الآخر، وهو الفهم الذي أتعب السياسيين كثيرا في إدارة الصراعات.

من معايير الولاء في هذه المرحلة أن تجد من يدعون أنفسهم بالنخبة يؤججون إلى فاشيه شعبية بخلط المفاهيم العفنة التي يرتزقون بها بتشويه المعارضة ومطالبه الكيان الصهيوني بدك غزة والإنهاء على المقاومة الفلسطينية بتصريحات بذيئة، وصلت لمناداة رئيس الوزراء الصهيوني مباشره بتوجيه الضربات إلى غزة! لا تندهش فهي الفترة التي تعيشها مصر، إذ طفح خبثها على أرضها، وإذ غاب الشرفاء والرجال.

لم يكن لدينا تصور قبل ذلك أن مثل هؤلاء يعيشون على أرض مصر، من يريدون وأد المقاومة ويجدون العدو الاستراتيجي لهم هم رجال المقاومة. تتفق أو تختلف سياسيا مع إدارة حماس؛ لكن الثوابت والقيم والأخلاق وحتى الضمير القومي لا يدعنا نمر على هذه الأمور بسهولة، فيما وصلت إليه وقاحات الإعلام الفاسد.

العدو الصهيوني لا يفكر عبثا، ودوما ما كان يجيد قيادة الابقار البرية في المنطقة، إلى أن جاء الرئيس مرسي وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها صناع القرار داخل النظام الصهيوني، من دقة توجيه قرارات الرجل إبان الأزمة الماضية، وسرعان ما عادوا لقيادة القطيع مره أخرى، وإن كان بشكل أكثر فجاجة.

العدو الصهيوني يستغل انشغال الوضع الإقليمي بقضاياه الساخنة في العراق وسوريا لتوجيه ضربة لقدرات المقاومة، وحتما أيضا لإثارة الوضع أكثر في مصر، ووضع قوى التحالف ومعارضة الانقلاب تحت ضغوط أكثر. أضف أن توجيه ضربة عسكرية لغزة من شأنه اختبار ردود الأفعال في المنطقة خاصة بعد التقارب الإيراني الأمريكي بشأن الملف النووي. أيضا توقيت توجيه الضربة الآن يعد نقطة في حسابات الائتلاف الحاكم في دولة الصهاينة الآن أمام خصومه، وإضعاف للمفاوض الفلسطيني إجمالا. هم لن يبادلوا خدمات قائد الانقلاب بخدمات مثلها أبدا، إنما هم يحصدون النقاط التي يجنونها من عبث صبيان السياسة في مصر.

القضية الفلسطينية لا يمكن اقتلاعها من قلوب المصريين، فقد تربوا على أن العدو الذي يهددنا هم الصهاينة وليست المقاومة التي تدافع عن شرف الأمة.

لقد تجاوزنا نقطة أن نتحدث بتعبيرات ثورية حتى نلهب قلوب الناس لدعم قضيتهم، وعلى الجانب الأخر أن نقيم النظام الانقلابي وأداءه أمام المواجهات والصراعات على الحدود الشرقية لسيناء.

لا نستطيع أن نقول إننا أمام حالة من إخصاء الرجولة والانبطاح الذي تعانيه النخبة والقوى السياسية في مصر بعد حبس الإخوان في السجون.. الآن من يزايدون على مواقف الرجال وكانوا يرونها تجاره بالدين.. أين هم الآن وما هي مواقفهم؟ هل يستطيعون أن يعلنوا غضبهم لما يحدث من قتل وتدمير للأطفال الأبرياء وانتهاك كل المواثيق والحقوق الدولية التي صدعونا بها؟ أم أن الرجولة كانت على عهد حكم مرسي وأن ما نجح فيه قائد الانقلاب في إجراء أكبر عمليه جراحية لإخصائكم جميعا حتى لا تطالبون بعدها بالشرف؟!
عذرا غزة.. من كانوا يدافعون عنك في السجون الآن.. وتظل القضية في نفوس الرجال، تدور المواقف وتتوالى ولكن النصر قادم.



0 التعليقات:

Enregistrer un commentaire