mercredi 19 juin 2013

لست خروفاً ولن أكون قرداً أو خنزيرا

لست خروفاً ولن أكون قرداً أو خنزيرا


أن تدافع عن الرئيس إذن أنت خروف تتبع سياسة السمع والطاعة العمياء كالقطيع, تلك الصورة النمطية التي يتم تصديرها للرأي العام منذ عدة أشهر بغرض الإهانة والاحتقار من جانب , وتشويه صورة الإخوان المسلمين والإسلاميين من الجانب الآخر بدافع من الكره الأعمى والحقد الدفين والمعلن لكل ما هو إسلامي (ذلك أن من مبادئ الإسلام مبدأ السمع والطاعة بالمعروف وليست العمياء كما يصورون بكل تضليل وتدليس) وكأن مصر بوذية هندوسية لادينية , المهم ألا تكون إسلامية بحال من الأحوال , وكأن الإسلام وباء أو طاعون لابد أن نتعافى منه فوراً.

إذا كنت ناشطاً سياسياً حراً محسوباً على الجانب المعارض للرئيس والإخوان ثم تعلن عن وجهة نظرك ورأيك بكل حيادية وأمانة وإنصاف وانحيازاً للحق والحقيقة مؤيداً قراراً واحداً للرئيس أو السلطة القائمة تُتهم على الفور بالخيانة والكفر بمبادئ العلمانية والانضمام على الفور إلى قطيع الخرفان الأغبياء, حدث ذلك مع الفقيه القانوني ثروت بدوى ود.أيمن نور والكاتب المبدع وائل قنديل.. وغيرهم رغم أنهم لم يكونوا في يوم من الأيام من جماعة الإخوان المسلمين أو من مريديهم وأظن أنهم لن يكونوا في المستقبل, لكنهم استعملوا عقولهم ولم يستعملوا المولوتوف, وانحازوا للحق كما ارتأوه ولم ينحازوا لإعلام لطم الخدود وبث الإشاعات وزرع الفتنة , وبالتالي لم ينضموا لقطيع القرود والخنازير والأراجوزات رغم مغريات الانضمام إلى قطيع كهذا إعلامياً وربما مادياً, ورغم حجم خسارة الظهور الإعلامي وبريق الكاميرا , لكنهم آثروا أن يقفوا إلى جانب الحقيقة بأمانة مهنية ينقدون الأخطاء ويشيرون إلى السلبيات دون تحيز أو تشنج أو عصبية لتيار أو أيديولوجية على حساب الوطن والمواطن الذي يُتاجر بهمومه ليل نهار من أدعياء الفضيلة المزيفة, فانهالت عليهم أبواق الإعلام رمياً بالسقوط الأخلاقي في براثن قطيع الخرفان.

فإذا وقفت بجانب الشرعية وأيدت قراراً واحداً سهواً لا غير للرئيس أو جماعته فاعلم أنك من الخرفان , ذلك أن الخرفان لا تأتى بأي خير فكلها شرٌ مطلق وجهلٌ مطبق , وسوادٌ كالح وكأنها الشياطين بعينها, فاحذر أن تنضم إلى مثل هذا القطيع البائس, وعليك أن تفلت وتهرع إلى حظيرة القرود بحركاتها البهلوانية وقفزاتها أعلى وأسفل يميناً ويساراً والخنازير التي تتغذّى وتأكل الجيف والقاذورات والأوساخ كالخنازير والتي لا فائدة منها ولا منفعة من وجودها اللهم إلا تلويث المجتمع وتوسيخه بكل قبيح, حتى تحصل على المكافأة الإعلامية بالظهور دائماً ضمن نخبة مدينة الإنتاج الإعلامي التي لم ينتخبها الخرفان بالطبع , ولكنها طفحت على السطح كالجيفة النتنة دون استئذان , وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

لست خروفاً لأني أنتهج مبدأ السمع والطاعة المبصرة وبالمعروف, انتقدت الرئيس وأخذت عليه لينه وطبطبته الزائدة عن الحد مع المجرمين , وانتقدته في إفراطه في الوعود البراقة التي تدغدغ مشاعر البسطاء والمطحونين وكان ذلك في مقالين طويلين الأول بعنوان (مصير الرئيس بيد وزير الكهرباء) والثاني (أخطاء الرئيس في عام) بكل تجرد وانحياز للحقيقة دون تشنج أو تحيز أعمى, وفى نفس الوقت لن أكون قرداً أو خنزيرا أو أنضم لحظيرتهم أبداً تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى تحركهم المصالح الشخصية يسيرون كالقطيع في مسار الهدم والتخريب وبث روح الفرقة والفتنة ونشر الفوضى والخراب, فهلا عرفنا الفرق بين الخرفان وأحفاد القردة والخنازير؟

0 التعليقات:

Enregistrer un commentaire