dimanche 15 septembre 2013

حقيقة الربيع العربي Arab Spring Facts

حقيقة الربيع العربي 
Arab Spring Facts



.................
(بسم الله الرحمن الرحيم)
.......................
"حقيقة الربيع العربي"


ماهي حقيقة هذا الربيع العربي الذي تحول من ثورات شعوب سلمية تطالب بحرية الحياة وكرامة العيش إلي ثورات مسلحة دامية قتل فيها آل قابيل آل هابيل وبالعكس.
فكان هذا الربيع العربي ( الفرصة الذهبية ) للغرب الذي لم يغفل عن إستغلالها لتدمير مكتسبات الأمة الحضارية وإرجاعها إلي ماقبل النهضة، فتحول هذا الربيع من ربيع عربي إلي ربيع غربي.
فما لبثت تلك الأنظمة أن سقطت تحت الضغط الشعبي والضربات العسكرية الموجعة الواحدة تلو الأخري.
ثم مالبثت تلك الشعوب بعد أن أسقطت تلك الأنظمة أن ثارت مجدداً علي من نصبتهم بنفسها سلاطين عليها بين قوسين الإسلاميين بزريعة الفشل فسال الدم مجدداً بين من كانوا بالأمس القريب رفقاء كفاح، وهكذا دواليك.

لماذا كل هذا الذل والهوان ...
أمن أجل لقمة عيش يا رحمن ...
أم أبتلاء وكفارة ذنوب وغفران ...

إنني لا أريد أن أذكر الأسباب من وجهة نظر علم الإجتماع، كما لا أريد أن أعرج علي الأسباب السياسية والتاريخية وماكان لها من شأن في تدهور أمتنا الإسلامية وتخلفها .
ولكني أريد أن أعود إلي الإسلام العظيم فأستنطقه ليبوح لنا بالأسرار والأسباب التي أدت بنا إلي مانحن عليه الآن من الفوضي والخرآب.
أريد أن أعالج الموضوع من وجهة النظر الإسلامية حتي يحي من حي علي بينّة.
روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمر قال : كنت عاشر عشرة -رهط من المهاجرين- عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأقبل علينا بوجهه فقال : يا معشر المهاجرين . خمس خصال ! وأعوذ بالله أن تدركوهن : ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوها ، إلا ابتلاهم الله بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ، ولا نقص قوم من المكيال والميزان ، إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان . وما منع قوم زكاة أموالهم ، إلا منعوا القطر من السماء فلولا البهائم لم يمطروا ، ولا خفر قوم العهد إلا سلط عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيدهم . وما لم يعمل أئمتهم بما أنزل الله عزوجل في كتابه ، إلا جعل بأسهم بينهم).
ما لم يعمل أئمتهم بما أنزل الله عزوجل في كتابه أي مالم تطبق شرع الله في جيع مناحي الحياة.

وأخرج ابن أبي الدنيا عن خالد بن معدان ، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « توشك القرى أن تخرب وهي عامرة ، قيل : كيف تخرب وهي عامرة ؟ قال : إذا علا فجارها أبرارها وساد القبيلة منافقوها ».
أي ما لم يعمل أئمتهم بما أنزل الله عزوجل في كتابه.

أو كما جاء في حديث سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تشترى الثمرة حتى تطعم ، وقال : إذا ظهر الزنا والربا في قرية ، فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله " .
أي ما لم يعمل أئمتهم بما أنزل الله عزوجل في كتابه.
وذلك قوله تعالي الله الملك الحق:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ*فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْب مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)أي ما لم يعمل أئمتهم بما أنزل الله عز وجل في كتابه.

وكذلك قوله تعالي الله الملك الحق:(وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ)

(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ) أي فإن أعرضوا عن الحكم بما أنزل الله وأرادوا غيره فاعلم أن الله سيعاقبهم ببعض معاصيهم مخالفةً لشرع الله...بعض ذنوبهم: مثل"الزنا، الربا".

(وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) أي أكثر الناس خارجون عن طاعة ربهم مخالفون لشرعه منهمكون في المعاصي.

أي لما تركنا أمر ربنا وخالفنا قواعد ديننا وتنكبنا الطريق المستقيم الذي رسمه الله لنا وخط لنا خطوطه واضحة بينّة، وأمرنا بالسير فيه وسلوكه، لما سلكنا هذا السبيل المعوج صرنا إلي ماصرنا إليه من الفرقة والشتات والذل والهوان والتناحر والهلاك.
قد يبدوا هذا الرأي غريباً وعجيباًَ علي بعض الناس اليوم وقد غرقنا إلي الأذقان في جاهلية حمقاء، كما سحرتنا أمريكا(المسيح الدجال) بتقاليدها وعاداتها ونهجها في الحياة حتي لم نعد نري المنكر منكراً ولا الذنب العظيم معصية وإثماً.
بل لعل بعض الذنوب اليوم مما يفاخر به الناس وبعض المنكرات مما تتزين به الهامات، ولانستغرب هذا ونحن في عصر الفتن والبلاياء والمحن(السيح الدجال).
وفي عصرغربة الإسلام وأهله، وفي أوساطنا دعاة علي أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها وهم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا.

في جامع الترمذي سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ؟ فَبِي حَلَفْتُ لَأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ مِنْهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانًا ).

وذكر ابن أبي الدنيا من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال : قال علي يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه ، مساجدهم يومئذ عامرة ، وهي خراب من الهدى ، علماؤهم شر من تحت أديم السماء ، منهم خرجت الفتنة وفيهم تعود)

فالأمة التي تسير علي النهج وتمشي في درب الهداية وتأخذ بمعاقل المجد والجد وتؤتي تقواها تصل إلي مبتغاها وتنال مناها والله ينصرها ويرعاها..
فالعزيز اليوم بطاعته ذليل غداً بعصيانه إن هو عصاه، ومن سلك طريقاً إلي الله سلك الله به طريقاً إلي العز والرفعة والعلياء، وسلك به طريقاً إلي الحياة الرغيدة والعيش الهنيئ الطيب...
وإذا سلك العبد طريقاً إلي الشيطان سلك الله به طريقاً إلي الذل والمهانة والعناء ...
وما أهون الخلق علي الله إن هم أضاعوا أمره وفرطوا في حكمه ودينه.

.................(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْب مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)


0 التعليقات:

Enregistrer un commentaire